إن الجمال هو إحدى المتع الرئيسية في الحياة,
والمرأة تمثل أحد عناصر الجمال في هذه الحياة,
ودونها تغدو الدنيا قاحلة مجدبة لا طعم لها. وأنت يا
سيدتي سلي نفسك وصارحيها بالجواب, واحتفظي به
(الجواب) لنفسك ولا تقوليه لي لأنه لا يهمني, لا لأن
الرجل غير مهتم بك, بل لأن النساء كلهن جميلات,
والفارق الذي يميز واحدة عن الأخرى هو أن إحداهن
تعنى بجمالها على الدوام وتحرص على إبرازه, والأخرى
تقوم بهذه المهمة دون انتظام, ومن جهتي أنا أؤمن
بالروح الجميلة وأعتقد بأنها هي التي تميز واحدة عن
أخرى.
والروح الجميلة ليست كوكبا في السماء يصعب الوصول
إليه, فكل النساء جميلات وكل واحدة منهن تملك نوعا
خاصا بها من الجمال, وهذا النوع الخاص من الجمال ملك
لصاحبته ولا يجوز لها التفريط به أو التطلع إلى
اكتساب نوع آخر تنفرد به صديقة تعرفها. وإذا كانت
تريد الحصول على الجمال, فيجب عليها أن تعمل بضمير
وإخلاص وتراعي الله في سلوكياتها لتكتسب الجمال.
والجمال الذي أقصده, هو غير التبرج الذي يثير نفور
بعض الناس ويسبب اشمئزازهم, وأعني بكلامي جمال روح
الشخصية المدعمة بأعمالها, ومواقفها المشرفة تجاه
الأزمات وعثرات الدنيا هي التي تجذب الناس إليها
وتجعلهم يرتاحون إلى منظرها ويقبلون عليها ويتمنون
ودها ورضاها.
والمرأة الذكية بيدها المقدرة على أن تجعل من نفسها
جميلة دون الذهاب إلى معاهد تجميل أو إلى صالونات
الزينة, ويكفيها أن تدرس بدقة وعناية فائقة مواطن
الضعف عندها لتعرف ما تحتاج إليه من إصلاح لذات
نفسها لتستحوذ على إعجاب وتقدير الناس لها.